غرائب وطرائف

إسرائيل تختبر زيادة الضغط على «حماس»… وتبقي جيشها مستعداً لاستئناف الحرب

أصدر المستوى السياسي الإسرائيلي توجيهات للجيش بالاستعداد الفوري لاستئناف العمليات في قطاع غزة، مع ازدياد الاقتناع بأن حركة «حماس» لن توافق على تمديد المرحلة الأولى من مفاوضات وقف النار، وفق مقترح ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي.

وقالت مصادر مطلعة لقناة «كان 11» الإسرائيلية، إن خيار العودة إلى القتال موجود على الطاولة، رغم تحذير جهات أمنية من أن استئناف العمليات العسكرية قد يزيد المخاطر على حياة الإسرائيليين المحتجزين لدى «حماس».

وأضافت المصادر أن الجمود يسيطر على المباحثات الحالية، إذ لا تبدي «حماس» أي رغبة في التقدم، وفقاً لمقترح الوسيط الأميركي ستيف ويتكوف، في حين أن إسرائيل ليست مستعدة لمناقشة وقف الحرب، وليست لديها نية بالالتزام بانتهاء الحرب، وفق ما نص عليه الاتفاق السابق.

وجاءت التعليمات الجديدة بالاستعداد للعودة إلى الحرب، كما يبدو، بعد تسلّم إيال زامير منصب رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي، خلفاً لهيرتسي هاليفي، الذي استقال من منصبه على خلفية الفشل في منع حصول هجوم «حماس» على إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن زامير صادق فوراً على خطط هجومية للقيادة الجنوبية في قطاع غزة، استعداداً لاحتمال تجدد القتال الذي يبدو أنه أقرب من أي وقت مضى.

وبحسب «يديعوت»، فإن التقديرات أنه بمجرد بدء الهجوم على غزة سيكون هذا حدثاً يصعب احتواؤه، أو إيقافه بسرعة.

وكانت إسرائيل أعطت «حماس» الأسبوع الماضي، مهلة تنتهي نهاية الأسبوع الحالي، من أجل الموافقة على خطة ويتكوف القائمة على تمديد وقف النار من دون الانتقال إلى المرحلة الثانية.

وبناء عليه، أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات، ووضع خطة لاحتلال سريع لمناطق في قطاع غزة.

ومطلع مارس (آذار) الحالي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي استمرت 42 يوماً، وكان يفترض أن يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك، وأعلن أن إسرائيل تتبنى مقترح ويتكوف الذي ينص على إطلاق «حماس» سراح نصف الرهائن المتبقين (الأحياء والأموات) في اليوم الأول من وقف إطلاق النار الممتد خلال رمضان والفصح اليهودي (منتصف أبريل/ نيسان المقبل)، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين في نهاية الفترة، إذا تم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وتناقش المرحلة الثانية وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنجاز صفقة تبادل أسرى مرة واحدة.

وخلال المرحلة الأولى، حصلت إسرائيل على حصتها من الأسرى (33). وبذلك يتبقى لدى «حماس» 59 محتجزاً آخرين، من بينهم ما لا يقل عن 34 قتيلاً. ويفترض أن يطلق سراحهم جميعاً في المرحلة الثانية.

982500
مسجد الفاروق الذي دمرته غارات إسرائيلية في رفح يوم 22 فبراير 2024 (إ.ب.أ)

ويريد نتنياهو الحصول على بقية أسراه، لكن «حماس» رفضت وأصرت على تطبيق الاتفاق والدخول إلى المرحلة الثانية.

وبناء عليه، قررت إسرائيل أنه إذا استمرت «حماس» في موقفها، فإن القتال سيتجدد.

لكن إسرائيل، كما يبدو، تختبر زيادة الضغط على «حماس» قبل العودة إلى القتال.

وكانت إسرائيل قد أغلقت المعابر إلى قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى ومنعت إدخال البضائع والمساعدات، في محاولة لإجبار «حماس» على قبول خطة ويتكوف. وتلوّح إسرائيل الآن بإمكانية إجبار السكان الذين عادوا إلى شمال قطاع غزة على العودة إلى الجنوب، مرة أخرى، وقطع الكهرباء.

وفي هذا الإطار، قالت «كان 11» إن إسرائيل ترصد تأثير قرار قطع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وتعتقد أنه بالإمكان الإفراج عن عدد من المختطفين في حال استمرار الضغوط.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» السبت، عن مصدر لم تُسمِّه، أن إسرائيل وضعت خططاً لزيادة الضغط تدريجياً على «حماس» قد تؤدي لاستئناف الحرب.

وبدأت الخطوات في الأسبوع الماضي، بمنع إسرائيل دخول البضائع والإمدادات إلى غزة، بينما قال بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، إن الخطوات التالية ستشمل قطع الكهرباء والمياه.

وأوضح محلل أمني إسرائيلي مطلع على الخطة، أنه إذا فشلت هذه الخطوات، فقد تلجأ إسرائيل إلى حملة من الغارات الجوية والغارات ضد أهداف «حماس». وفي المرحلة التالية، قد تقوم إسرائيل مرة أخرى بتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين استخدموا وقف إطلاق النار للعودة إلى ديارهم في الجزء الشمالي من قطاع غزة.

وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة، إن الحديث يدور عن سلسلة من الغارات الجوية والمداهمات التكتيكية ضد «حماس»، وفي نهاية المطاف، قد تغزو إسرائيل غزة بقوة عسكرية أكبر بكثير، بهدف احتلال الأراضي بشكل فعال بينما تهاجم بقايا الحركة، كما أكد أشخاص مطلعون على الخطة.

ويشعر كثيرون في إسرائيل بأنه لا يمكن تجنب غزو آخر لغزة.

وقال مايكل ماكوفسكي، المسؤول السابق في البنتاغون، والذي يشغل الآن منصب رئيس المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن: «هناك تصميم على العودة والقضاء على (حماس) مهما حدث. وأعتقد أن إسرائيل ستدخل غزة بقوة وحزم».

ويعتقدون في إسرائيل، بحسب التقرير، أن الجيش في وضع أفضل الآن لشن عملية جديدة مقارنة ببداية الحرب، إذ تم تجديد مخزون الذخيرة، وتراجعت الضغوط التي فرضها المجتمع الدولي خلال فترة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، كما لم تعد هناك حاجة للحفاظ على قوات كبيرة على الحدود مع لبنان.

وقال مصدر مطلع على الخطة الإسرائيلية إن «المراحل المبكرة» من التصعيد قد تستمر لمدة تصل إلى شهرين، وخلال هذه الفترة قد تبدأ إسرائيل في إعادة تعبئة قواتها لشن غزو كبير بهدف السيطرة على الأرض. وحتى الآن، حاربت إسرائيل «حماس» في أجزاء من القطاع منتقلة من جزء إلى جزء، ولكن وفقاً للتقديرات، إذا عادت إسرائيل إلى الحرب بالفعل، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يسيطر على واسعة في قطاع غزة باستخدام قوات كبيرة، وسوف يستمر في الاحتفاظ بالمنطقة حتى الإطاحة بـ«حماس» وإعادة المحتجزين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى