تقرير السلامة السنوي للصحفيين يبرز حجم الاعتداءات والدعوة لإنهاء الإفلات من العقاب
كشفت النقابة الوطنية للصحفيين، بالتعاون مع عدد من المنظمات الوطنية والدولية، عن تقريرها السنوي الثامن المعني بسلامة الصحفيين. جاء هذا الإعلان خلال فعاليات اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، والذي أقيم اليوم السبت.
تفاصيل الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية
وفقًا لوحدة الرصد بمركز السلامة المهنية للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، تم تسجيل 224 اعتداء خلال الفترة من 15 أكتوبر 2023 إلى 15 أكتوبر 2024. وقد طالت هذه الاعتداءات 185 صحفيًا بالإضافة إلى 15 مؤسسة إعلامية وبرنامج تلفزيوني، إلى جانب حالة ترحيل قسري لصحفي من مطار معيتيقة بليبيا.
دعوات للتضامن ومواجهة الإفلات من العقاب
أكد المشاركون في الفعاليات على ضرورة تعزيز التضامن بين الأسرة الصحفية محليًا ودوليًا لمواجهة هذه الجرائم. ودعوا الهيئات المهنية الصحفية والمنظمات النشطة إلى تعزيز الشراكة مع المؤسسات الحكومية لوضع حد للإفلات من العقاب في جرائم الاعتداء على الصحفيين.
استنكار النقيب الوطني للصحفيين
أعرب زياد دبار، رئيس النقابة الوطنية للصحفيين، عن استيائه من وزارة العدل ومجلس نواب الشعب لعدم اتخاذهما إجراءات فعالة للحد من الجرائم ضد الصحفيين. وأبرز دبار أن القوانين الحالية لا توفر الحماية الكافية للصحفيين، حيث تم سجن ثلاثة صحفيين ومنشط إذاعي ومحامية، وملاحقة 37 صحفيًا قضائيًا.
شكاوى الصحفيين واختلاف التعامل معها
خلال عام بين 2 نوفمبر 2023 و2 نوفمبر 2024، قُدمت 15 شكوى من صحفيين ضد المعتدين، حيث حُسم بعضها بالصلح بينما لا تزال قضايا أخرى قيد الانتظار. وأشار دبار إلى أن يوجد بعض التقدم مع أجهزة الدولة كإقرار عقوبات إدارية، إلا أنه لم يتم التعامل بجدية مع القضايا المرفوعة ضد المسؤولين الكبار.
مسؤولية وزارة الداخلية
من جانبه، صرح سيف حمده من وزارة الداخلية أن موظفي الوزارة ملزمون بتطبيق القانون ومعرضون للعقوبات في حال ارتكاب تجاوزات. وتم تسجيل 18 شكوى من صحفيين خلال الفترة من 2016 إلى 2024. وأكد أن الوزارة تهدف إلى تحقيق صفر اعتداءات على الصحفيين في المستقبل، مشيرًا إلى تراجع نسبة الاعتداءات إلى 11% في عام 2024 مقارنة بـ13% في العام السابق.
بهذا، يدعو الجميع لتعزيز الجهود الجماعية للقضاء على ظاهرة الإفلات من العقاب وضمان بيئة آمنة للعمل الصحفي.