نفى نائب رئيس الجمعية التونسية لعلوم الفلك تأثير حركة الكواكب على شخصيات الأفراد
نفي هشام بن يحيى، نائب رئيس الجمعية التونسية لعلوم الفلك، اليوم الإثنين، الأثر المزعوم لحركة الكواكب والنجوم على طباع الأفراد وشخصياتهم. وأوضح في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أن علم الفلك هو علم مستقل يهتم بدراسة الأجرام السماوية والظواهر خارج الغلاف الجوي للأرض، وليس له أي علاقة بالتنجيم الذي يعتمد على توقعات غير مدعومة بالحقائق.
وأكد بن يحيى أن التنجيم يتم الخلط بينه وبين علم الفلك، مشيرًا إلى أن المنجمين يستغلون هذا الخلط لتسليط الضوء على الأحداث الفلكية الهامة، ما يؤدي إلى تضليل المواطنين وزيادة الفجوة بين المجتمع وعلم الفلك.
وأشار إلى أن مسافات النجوم والأبراج النجمية شاسعة للغاية، حيث أن أقرب نجم إلينا في مجرة درب التبانة يصلنا ضوءه بعد أربع سنوات، مما يدل على عدم وجود تأثير عملي لهذه النجوم على البشر. وأوضح أنه على الرغم من أن النجوم تضفي جمالًا على السماء وتستخدمها بعض الثقافات في مجالات متعددة مثل السفر والإبحار، إلا أن ذلك لا يعني أنها تؤثر على شخصيات الأفراد.
تاريخيًا، قسم العلماء بين علم الفلك والتنجيم منذ أكثر من 2000 عام، حيث كان القدماء يعتبرون أن حركة الكواكب تؤثر على حياة الناس. ومع تقدم البحث العلمي، تم الفصل بينهما بشكل نهائي حوالي عام 50 قبل الميلاد.
وبين بن يحيى أيضًا أن ادعاءات المنجمين حول وجود 12 برجا فقط في دائرة الأبراج لم تعد صحيحة، حيث أن الدائرة تضم 13 برجا وفقًا للمعطيات العلمية الحديثة. وشدد على أن العلم الحالي يحث على عدم الانصياع لتلك الادعاءات.
وأبرز أهمية الشمس كمصدر رئيسي للطاقة، والدور الحيوي للقمر في تحديد بدايات الأشهر، مشيرًا أيضًا إلى أن الشهب والنيازك تشكل تهديدا للأرض، لكن الكواكب العملاقة مثل المشتري وزحل تلعب دور الحماية ضد هذا الخطر.
في الختام، يؤكد هشام بن يحيى على أهمية التوعية بعلم الفلك كعلم قائم على الحقائق والدراسات، بعيدًا عن الدجل والشائعات المتعلقة بالتنجيم.