جليلة العاتي، أخصائية التغذية في المعهد الوطني للتغذية، أشارت إلى أن الوجبات المدرسية في تونس تفتقر بشكل كبير إلى العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات، الأملاح، والبروتينات. جاءت تصريحاتها خلال ورشة عمل نظمها معهد زهير قلال للتغذية والتكنولوجيا الغذائية، في إطار مشروع بحث بعنوان “أنظمة التموين المبتكرة لخدمة مطاعم مدرسية ذات جودة عالية وزراعة محلية مرنة في تونس”.
وأوضحت العاتي أن مكونات الوجبات الحالية لا توفر سوى 10% من احتياجات الطاقة اليومية للتلميذ، بينما يحتاجون إلى 40% لتعزيز نموهم وتحصيلهم. وأشارت إلى أن الوجبات المحدودة مثل “كسكروت تن وهريسة” ما زالت تُقدم في العديد من المطاعم المدرسية، بسبب نقص الموارد المالية والبشرية وقلّة المواد الغذائية المتاحة لتغطية عشرة أيام فقط من الوجبات.
كما أظهرت نتائج المسح الوطني لعام 2024 أن 25% من التلاميذ يعانون من فقر الدم، ونقص في الفيتامينات، بينما يعاني البعض الآخر من السمنة ونقص الحديد. وأعلنت العاتي عن إطلاق مشروع بحث جديد بتمويل من مركز البحوث للتنمية الدولية الكندي بميزانية تفوق 2 مليون دينار، يهدف لتحسين وجبات المدارس.
سيستمر هذا المشروع لمدة 42 شهرًا، ويستهدف 60 مدرسة في ولايات القيروان، نابل وسليانة. سيتم تطوير نموذج وطني يربط بين المطاعم المدرسية والمزارع المحلية القريبة، لتزويد المدارس بالمنتجات الطازجة والمتوفرة حسب كل ولاية.
