المرأة والمنوعات

خدمة وشوشة: زوجي مريض نفسي وممكن يتعالج ولا دا طبعه؟


20220902020848848

أنا امرأة متزوجة من شخص لا أعرف كيف أصفه، ولكن إن عاد بي الزمن فلن أتزوج أبدًا، فقد أسقط مفهوم الرجولة من نظري، أريد أن استشيركم إذا كان زوجي يحتاج إلى العلاج النفسي أم أنها طباع فيه ولن يتغير أبدًا، احترت في أمره ولا أعرف من أين أبدا مشكلتي. زوجي متوقف عن العمل ولا يريد أن يصرف علينا أنا وأولاده ودائمًا يهددني بالطلاق، هو إنسان غير مسئول، يريدني أن أعمل وهو يجلس بدون عمل. ظهرت أمامه أكثر من فرصة عمل مناسبة ولكنه يريد أن يمكث في المنزل ويعتمد على والده ، أشعر أنه لا يهمه سوى نفسه، يهتم بما يسعده فقط ولا يهتم بي، كلما تحدثت عن طلبات المنزل يهينني وأشعر أني بلا قيمة في نظره، مهما حاولت وصف ما أشعر به تجاهه لن تكفي الكلمات، أشعر أنني في حالة سيئة جدًا، فهل أطلب الطلاق وهذا ما يريده، أم أن الأولاد ليس لهم ذنب وعلي أن احتمل نتيجة اختياري أنا، أرجوكم انصحوني.

 

***

القارئة العزيزة، نقلنا استشارتك إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية والإرشاد الزواجي والأسرى والذي قال: حقيقة ليس أصعب من أن تأتي تعاسة الإنسان وشقاؤه من داخل بيته وأسرته الصغيرة، فنسأل الله القدير أن يعيننا على إرشادك إلى الطريق السليم وأن يعينكِ أنتِ على تنفيذ وتطبيق ما عليكِ القيام به.

 

بداية أنا أعذرك على وصفك بأن زوجك قد أسقط مفهوم الرجولة في نظرك وعلى رفضك لفكرة الزواج  لو عاد الزمن بكِ مرة أخرى. هذا التعميم السلبي هو أحد أخطاء التفكير أحيانًا يحدث بسبب الضغط النفسي الشديد أو تراكم المشكلات غير المحلولة أو بسبب سوء اختيار الشريك من البداية، فالله الذي خلق الإنسان منذ البدء خلقهما ذكرًا وأنثى كان لغرض أن يثمروا ويكثروا ويملأوا الأرض فهل يمكن أن يخلق الله شيئًا على سبيل المصادفة أو الخطأ؟ حاشا له طبعًا، فهو الذي سخر كل ما في الكون لخدمتنا فالزواج في حد ذاته هو فريضة ربانية ولكن لها أسس وقواعد علينا الإلمام بها ومعرفتها وتطبيقها، هي تمامًا كحجر الأساس الذي يتم وضعه لتثبيت المبنى وحمايته من السقوط، كذلك على كل امرأة معرفة طبيعة الرجل وعلى كل رجل معرفة طبيعة واحتياجات المرأة حتى نضمن بذلك تأسيس أسرة قوية راسخة قادرة على الصمود ضد عقبات ومشاكل الحياة.

 

ما من بيت يخلو من المشكلات أبدًا، ونحن نبحث عن كيفية إدارة مشكلاتنا بنجاح وحكمة وليس كيفية تجنب وجود المشكلات، لأن هذا أمر صعب جدا في الحياة بشكل عام، نبني للإنسان نفسًا قوية مطمئنة وعقل مستنير يواجه الأمور بحكمة.

 

بالطبع نحن نرفض تصرف الزوج بهذه الطريقة، هو أمر غير مقبول أن ينفق والده عليكم ما دام الزوج قادرًا على العمل والاجتهاد ولا توجد أية إعاقة تمنعه من العمل، فهو رب الأسرة ورأسها وعليه أن يكون مسئول عن التزاماتها، ولكن علينا أولًا طرح بعض الأسئلة هل كان هذا هو طبع الزوج من البداية؟ هل يعاني الزوج من أية أمراض تعيقه عن العمل؟ هل تدخل طرف ثالث بينكما بهدف الإصلاح بعد محاولاتك الفردية؟ هل يوافق والده على وضعه الحالي فيشجع الزوج بذلك على التراخى وعدم العمل؟ هل ذهب الزوج من قبل إلى مختص أو تم تشخيصه بأي اضطراب صريح يستلزم العلاج؟

 

هذه الأمور كلها لا بد من وضعها في الحسبان قبل إصدار الحكم، لا شك أن كل إنسان فيه جوانب إيجابية وأخرى سلبية فلا أحد يخلو من الإيجابيات والسلبيات، ولذلك يستمر سعي الإنسان دائمًا للتطور مدى الحياة وليس لذلك سن محددة، فلكي ننصف في حكمنا عليكِ الآن بالتفكير في حسنات الزوج قبل عيوبه بحيادية، الرجل بشكل عام تأسره الكلمة الطيبة وبشاشة الزوجة وتراحبها، فماذا عن اهتمامك بإظهار مشاعر الود والمحبة تجاهه. المرأة بشكل عام أفضل من الرجل في إظهار المشاعر فيجب أن نستغل تلك القدرة  الطبيعية في المرأة للبدء في المصالحة، الكثير من الناس لا تجيد التعبير عن عواطفهم ومشاعرهم بسهولة، فنحن ندعو بألا تعاملينه بالمثل، أن تهتمي بترتيب منزلك وحسن هندامك وزينتك وتسعي ألا يخلو البيت من مظاهر التودد والرحمة، فلعل أبسط التغيرات قد تأتي بالنتائج المرجوة وهذا رأيناه كثيرًا في رحلة العلاج النفسي.

 

أخيرًا إن كان زواجكما من البداية مبني على المحبة والمودة والرحمة فهذا أمر مبشر بالخير إن شاء الله قد يحتاج الأمر لبعض الوقت لنعيد لعواطفنا توازنها، فربما قد أصابكم فتور في المشاعر كما يحدث أحيانًا بسبب روتين الحياة وهنا لا بد من الصبر وعدم التسرع في اتخاذ القرار، عليكِ باللين وعدم الإكثار من التوبيخ أو توجيه اللوم، فقد تكون هذه نقطة جديدة لبداية التغيير، وإن استمر الوضع كما هو فعليكم باللجوء إلى مختص نفسي لتقييم الأمر.

 

صفحة وشوشة 

 

فى إطار حرص “اليوم السابع” على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت “اليوم السابع” خدمة “وشوشة” لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.


يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى [email protected] أو الرابط المباشر.


 


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى