الناشطة راوية عميرة تعبر عن استنكارها لمقترح سحب الفوسفوجيبس من قائمة المواد الخطرة في صفاقس
أعربت الناشطة في المجتمع المدني ورئيسة اللجنة السابقة للبيئة ببلدية صفاقس، راوية عميرة، عن استيائها الكبير من المقترح الذي تقدم به عدد من النواب في البرلمان والذي يقضي بسحب مادة "الفوسفوجيبس" من قائمة المواد الملوثة والخطرة. يأتي هذا المقترح بعد المصادقة عليه في مجلس وزاري، مما أثار العديد من التحذيرات.
وأكدت عميرة في تصريح لمراسل "إف إم" في صفاقس، عمر بالحاج علي، أن هذه المادة تُعتبر خطيرة وتحتوي على إشعاعات تسبب العديد من أمراض السرطان. كما أشارت إلى الأضرار الفادحة التي ألحقها جبل "الفوسفوجيبس" بمنطقة عين فلات، حيث يقدر حجم هذا الجبل بنحو 30 مليون طن بارتفاع يصل إلى 80 مترًا. وأكدت أنه تسبب في حرمان جهة صفاقس من هكتارات من الأراضي الخصبة وكذلك في حدوث قطيعة بين الأهالي والبحر، على الرغم من أن صفاقس تمتلك أطول شريط ساحلي في تونس.
وبجانب ذلك، دعت عميرة إلى ضرورة تفعيل القرار الصادر عام 2019 والذي يهدف إلى استصلاح المنطقة والقضاء على الفوسفوجيبس من خلال تنفيذ مشروع للتشجير وتحسين البيئة. وأعربت عن مخاوفها من إمكانية الالتفاف على هذا القرار، مما قد يؤدي إلى إعادة الجهة إلى ما أسمته "النقطة الصفر"، خاصة في ظل التهميش الاقتصادي وانعدام التنمية الذي عانت منه صفاقس لعقود نتيجة لخيارات الحكومات المتعاقبة.
إن التوجه نحو حماية البيئة واستصلاح المناطق الملوثة يُعتبر خطوة هامة لضمان مستقبل صحي لأهل صفاقس، ويتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف للحد من المخاطر البيئية وتحقيق تنمية مستدامة في المنطقة.