استراتيجية وزارة الفلاحة للتأقلم مع التغيرات المناخية وتحلية المياه
كشف عبد الحميد منجّة، مدير عام الهندسة الريفية واستغلال المياه بوزارة الفلاحة، أن ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 4 درجات أدى إلى تراجع ملحوظ في نسبة الأمطار على مدار السنوات الثماني الماضية. وقد بلغت نسبة إيرادات السدود هذا العام 32.5%، مقارنةً بالنسب المعتادة.
وأوضح منجّة خلال مشاركته في جلسة "تأقلم المؤسسة مع التغيرات المناخية" ضمن فعاليات "أيام المؤسسة" التي عقدت في سوسة، أن وزارة الفلاحة قد وضعت استراتيجية طويلة الأمد للمياه تستهدف عام 2050. تركز هذه الاستراتيجية بشكل خاص على تحلية مياه البحر لتأمين توفير مياه الشرب، مع ضرورة إيجاد توازن بين الطلب والتوافر للحد من ارتفاع كلفة التحلية بسبب استهلاك الطاقة الكبيرة المرتبطة بها.
كما شدّد على أهمية إعادة استخدام المياه المستعملة بعد معالجتها وتحسين مستويات التصفية، وذلك لضمان الأمن الغذائي، خصوصًا في مجالات زراعة الأعلاف والحبوب والأشجار المثمرة.
وأشار منجّة إلى خطة مقترحة للفترة بين 2026 و2030، حيث سيتم تحويل المياه المعالجة ليستفيد منها حوالي 11500 هكتار في منطقة زغوان الزريبة، وذلك عبر تحويل المياه من جنوب مليان إلى محطة العطار، إلى جانب استفادة 17000 هكتار في منطقة تونس الكبرى الشمالية من محطات الشطرانة 1 و2، بالإضافة إلى الشرقية والحسيان التي ستبدأ مراحل إنجازها قريبًا.
وفي إطار الجهود لضمان الأمن المائي للزراعة، أكد منجّة أن الوزارة تخطط لتحلية المياه الجوفية لأغراض زراعية، مع التركيز بشكل خاص على الحفاظ على زراعات الزيتون في مناطق الساحل وصفاقس، وجعل الري ممكنًا على مساحة تصل إلى 74 ألف هكتار وفق الخطة الموضوعة.