الأخبار العالميّة

اللبنانيون "سيموتون في غضون أشهر" من الجوع وكورونا

المجاعة التي ابتلي بها لبنان في سنوات الحرب العالمية الأولى، وخسر بسببها 200 ألف من سكانه البالغين نصف مليون تقريباً، قد تتكرر بالربع الأول من هذا القرن، وفقاً لما يمكن استنتاجه من تقرير نشرته الثلاثاء صحيفة “التلغراف” الموصوفة بالأرقى مع “التايمز” بين وسائل الإعلام البريطانية، ووضعت له عنواناً بائساً: “الناس سيموتون في غضون أشهر: لبنان ماض إلى مجاعة يسرّع بها الوباء”، في إشارة إلى الأوضاع الاقتصادية المتردية، وإلى ما يعانيه من “كورونا” المستجد.

في التقرير، أن الليرة اللبنانية فقدت 80% من قيمتها منذ بدأت الاحتجاجات ضد الفساد في أكتوبر الماضي، وهي التي كانت مستقرة على 1.500 ليرة لكل دولار طوال 30 سنة تقريباً، إلى أن تسارع انهيارها مع تردي الأوضاع، إلى درجة أن السوق السوداء طلبت الثلاثاء 8200 ليرة لكل دولار، وفق مراجعة “العربية.نت” لسعرها مقابل الدولار في مواقع إعلامية محلية، ووجدت أن بعضها تشاءم أكثر وتوقع أن يصل السعر إلى 10 آلاف ليرة الأسبوع المقبل على الأكثر.

وبحسب تقرير حديث صدر عن الأمم المتحدة بنهاية أبريل الماضي، كان أكثر من نصف اللبنانيين يكافحون لشراء المنتجات الأساسية، بعد أن ارتفعت أسعار المواد الغذائية 56% عما كانت عليه قبل 6 أشهر، كما ارتفعت 50% تقريباً بين منتصف مارس إلى مايو الماضيين، ورافقها ارتفاع نسبة البطالة بسبب “كورونا” المستجد، مع انخفاض بالأجور، واستمرار ارتفاع الأسعار في البلد الذي يستضيف مليون و500 ألف لاجئ، في “أكبر استضافة للاجئين نسبة لعدد السكان بالعالم” طبقاً لتعبير الصحيفة التي لم تذكر أن عدد ىسكان لبنان هو 6 ملايين على الأكثر.

أما الآن، فالمثير للقلق…

وتحدثت “التلغراف” إلى مطلع في لبنان على الأزمة الغذائية فيه، وهو الدكتور Martin Keulertz الأستاذ المساعد في برنامج الأمن الغذائي بالجامعة الأميركية في بيروت، فاعتبر أن اللاجئين: “كان بإمكانهم شراء بعض الطعام في الماضي، من المساعدة التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي (..) كانوا قادرين على استهلاك بعض العدس وبعض اللبنة وما شابه، ونادراً ما كان شراء الخضار والفاكهة صعباً، فيما كان شراء اللحم غير وارد. أما الآن، فالمثير للقلق هو أن معظم اللبنانيين يمضون إلى مسار مشابه” في توقع بأن الحصول على الغذاء الأساسي سيصبح صعباً.

لذلك سألته الصحيفة: “هل يمكن للبنان أن يتجه إلى تكرار مجاعة 1915-1918 التي خسر فيها نصف سكانه”؟ وأجاب الدكتور كيولرتس: “بالتأكيد، فبحلول نهاية العام، سنشهد 75% من السكان يحصلون على معونات غذائية، ولكن السؤال هو ما إذا كان الطعام سيكون متوافراً ليتم توزيعه، ومن المؤكد أننا سنشهد في الأشهر القليلة المقبلة سيناريو خطيراً للغاية، فيه يتضوّر الناس جوعاً ويموتون من آثاره” بحسب ما استعرضت “العربية.نت” لقاء الصحيفة معه. أما من نراه في الفيديو المرفق، فهو الممثل اللبناني ميشال أبو سليمان، ويتحدث فيه لقناة “الحدث” عن التقاطه الطعام الأسبوع الماضي من مستوعب للقمامة في بيروت، عاكساً بما فعل صورة الحال في لبنان هذه الأيام.

وأوضح أن احتمال انتشار الجوع في لبنان الذي يستورد 80% من طعامه، يثير مخاوف متزايدة بشأن الموجة الثانية من “كورونا” المستجد، حيث المرجح أن يموت من يعانون من ضعف جهاز المناعة في بلد معرّض لتقلبات الأسعار وانهيار العملة، حيث معظم المستوردين يدفعون بالدولار لشراء سلع يبيعونها في لبنان بالليرة، لذلك يحتاج لبنان إلى حوالي 500 مليون دولار سنوياً لاستيراد المواد الغذائية، باعتبار أن 13% فقط من أراضيه صالحة للزراعة، لذلك تراجعت الواردات 50% تقريباً عن العام الماضي، بحسب ما قال هاني بحصلي، رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية والمنتجات الاستهلاكية والمشروبات.

أما الدكتور Martin Keulertz فانتهى لقاء “التلغراف” معه بقوله حقيقة مرّة: “لبنان لن يتمكن سوى من إطعام 130 ألفاً من مواطنيه فقط كل عام، وإنقاذه بتدخل أجنبي أرخص بكثير مما ستكون عليه حال الانهيارات فيه”، وفقاً لما لما تلخص “العربية.نت” ما ذكره، منهياً أن لبنان “دولة قدمت خدمة لأوروبا من خلال استضافة اللاجئين”، في إشارة إلى اللاجئين السوريين وغيرهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى