المرأة والمنوعات

خدمة وشوشة: “أعيش فى جحيم لكن مرعوبة من الطلاق للمرة الثانية”


202208050230233023

“أنا عمرى 24 سنة. جميلة بشهادة كل من يعرفنى ورغم ذلك أعيش فى جحيم. حملت لقب مطلقة فى سن العشرين، بعد أن دمرت حماتى حياتى وأوقعت بينى وبين زوجى ولم تهدأ إلا بانفصالنا، زوجى الثانى أربعينى، وأنا زيجته الأولى، استمرت خطوبتنا 3 أشهر فقط كان خلالها قمة فى الذوق والطيبة والأخلاق، ولكن وجهه الثاني ظهر في ثاني يوم زواج، صدمت حين فوجئت أنه عصبي ينفعل لأتفه الأسباب وينفجر بالصراخ والإهانات، عايرني أكثر من مرة بأنه قبل بي وأنا مطلقة، أهانني وطردني من البيت بعد 15 يوم زواج فقط، لكنني ابتلعت الإهانة ولم أغادر البيت لأنني خفت من كلام الناس لأنه سبق لي الطلاق وخفت أن يقولوا عني “ما بتعمرش”.

 

“ظل سنة كاملة يعايرني وأنا لا أرد، أبكي فقط. كان يمزح ويضحك في وجه كل أهل البيت من أسرته وزوجات أخوته إلا أن، كأنني شفافة لا يراني. وظللت أصبر وآمل أن يتحسن لكن الوضع كان يزداد سوءًا.. منذ تزوجنا قبل عامين لم ينم في غرفتنا 3 أشهر، ننام منفصلين كل منا في غرفة وكل يومنا في شقة أمه، حاولت أن أعرف سبب رفضه الحوار معي طيلة سنتين لكنه يرفض أن يكلمني وينهرني ورده دائمًا أنا مش فايق لك”.

 

“للأسف أنجبت على أمل أن يتحسن بعد الإنجاب لكننى الآن أصبحت أحمل هم نفسي وهم ابني، لأنه بخيل جدًا علينا، وأهلي بسطاء لا يمكنهم الإنفاق علي وعلى ابني وحتى حين اقتطعوا من قوتهم ليساعدوني وأرسلوا لي الطعام لأن أهل زوجي يبخلون علي حتى بالطعام، أخذه من شقتنا وأعطاه لأمه، وهم يبخلون علي به لدرجة أنني اضطررت مرة لأكل الطعام التالف لأنه الوحيد المتوفر أمامي”.

 

“أنا الآن غير قادرة على تحمل تجاهله لي، وقوله بالأفعال قبل الكلام أنه يكرهني. حتى العلاقة بيننا تعتبر غير موجودة، وفي الوقت الحالي أنا في بيت أبي، وهو يقول إنه يريد تطليقي وأنا مرعوبة من الكلمة، أريد الخلاص لكنني في الوقت نفسه مرعوبة من تكرار ألمى المرة الماضية لأننى كنت أموت حرفيًا وظهرى كسر بطلاقى. ماذا أفعل؟”

 

 

**** 

 

عزيزتى، حين نكرر الخطوات نفسها بحذافيرها في أي تجربة علمية كيف نتوقع أن تكون النتيجة مختلفة؟ لقد تعرضتِ لتجربة قاسية جدًا في سن مبكرة عندما انفصلتِ للمرة الأولى. ومن الواضح من رسالتك أنك قضيتِ ما يكفي من الوقت في التفكير والتحليل للوصول للأسباب التي أدت لانفصالك، ولكنك للأسف دخلتِ في تجربة مشابهة جدًا للأولى؛ لم تمنحي نفسك وقتًا للتعافي ولا وقت لدراسة الطرف الآخر والتأكد من أنه مناسب لكِ.

 

حين بدأتِ الزيجة الثانية كان شبح فشل الأولى يهددك، ومع تكرار نفس المؤشرات خفتِ من الوصول لنفس النتيجة فتنازلتي حتى عن حقوقك الأساسية في المعاملة الآدمية. من داخلك تعاملتِ كأنك أدنى درجة لأنك انفصلتِ ولأنه لم يسبق له الزواج، فبالتالي لم يجد مشكلة في أن يعاملك كذلك، خاصة أنه، كما تقول رسالتك، ليس شخصًا سويًا، فلو كان كذلك كان احتوى مشاعرك وزاد من ثقتك بنفسك وطمأنك لأنك فعلاً لم ترتكبي جريمة ولا يقلل منك أن لكِ تجربة سابقة لم تنجح.

 

إذا كان من الممكن أن تمنحي هذه التجربة المزيد من الوقت والمزيد من المحاولات، فينبغي أن تتوقفي عن الخوف من الانفصال للمرة الثانية، لأن الخوف منه لن يبعد شبحه، بالعكس لقد هددك بذلك وربما لأنه يعرف أن هذا أكثر ما يؤلمك.

 

قبل أن تعودى إلى بيت الزوجية ينبغى أن تعقدا جلسة صلح يشهدها العقلاء من عائلتيكما، ويلتزم أمامهم بأن يوفر لك الحياة الكريمة والمعاملة الطيبة وأن يلتزم بواجباته تجاهك وتجاه طفلك، ويجب أن تتحدثا بوضوح عما يزعجك وعن تجاهله ومعاملته لكِ وتوضحي أنها لا تناسبك وأن هذه الطريقة للحياة لن تنشئ طفلاً سويًا.

 

وتذكري أن قبولك بالقليل لن يجعلك تنالين إلا ما هو أدنى منه، وتفريطك في حقك يشجع الآخرين على التفريط فيه أكثر. فلا تحولي خوفك من الفشل مرة أخرى إلى طريق مختصر للفشل.

 

خدمة وشوشة


فى إطار حرص “اليوم السابع” على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت “اليوم السابع” خدمة “وشوشة” لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى [email protected] أو الرابط المباشر.


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى