صحة

«كوفيد ـ 19» وعودة الأطفال إلى المدرسة

الرياض: د. عبير مبارك

عند الحديث عن جوانب الاهتمام الصحي بالأطفال والمراهقين مع العودة للمدرسة، يجدر أن يكون الأمر مفعماً بالأمل والسعادة، ومفعماً بالنشاط والطموح، كما يكون أيضاً مفعماً بالحرص على السلوكيات الصحية.
وضمن مقالتها بعنوان «العودة إلى المدرسة: أسئلة وأجوبة للوالدين» الصادرة في 23 أغسطس (آب) الحالي، أفادت منظمة «اليونيسيف» للإجابة عن سؤال: «كيف أقوم بإعداد طفلي للمدرسة؟»، قائلة: «ذكّر طفلك بكل الأشياء الممتعة والمثيرة التي ستجلبها العودة إلى المدرسة، مثل قضاء الوقت مع أصدقائهم ومعلميهم وأنشطتهم. وتحدث عن أفضل الطرق للبقاء آمناً ضد (كوفيد – 19)».
وخلال فترة جائحة «كوفيد – 19»، تعلم الأطفال والمراهقون كيفية الاعتماد على النفس في الاهتمام بالصحة الشخصية، وفهموا دواعي سلوكيات الوقاية من الأمراض المُعدية، وأن ممارسة ذلك يجدر أن يكون شيئاً عفوياً وملازماً للمرء في أي مرحلة من مراحل العمر. وهم اليوم يُدركون كثيراً أهمية تلك الجوانب ويحرصون على ممارستها لضمان العودة الآمنة للدراسة مع زملائهم الطلاب، ولحماية النفس والغير من أي اضطرابات صحية.
ولكن سلوكيات الوقاية من الأمراض المُعدية ليست هي الجانب الصحي الوحيد في مساعدة الأطفال والمراهقين على التفوق والنجاح خلال تحصيلهم التعليمي، وفي مساعدتهم كذلك بالاستمتاع والمرح في قضاء الوقت مع زملائهم في المدرسة، وفي بناء شخصاياتهم المعتمدة على النفس، بل مع سلوكيات الوقاية من الأمراض المُعدية ثمة أيضاً جوانب نفسية وبدنية صحية تعين الطلاب على تحقيق تلك الغايات.

1- دعم الوالدين

وهذه الجوانب الصحية، يقع العبء فيها على الوالدين وبقية أفراد الأسرة، وعلى الطالب نفسه. وهي تشمل:
دعم الوالدين الصحي: وأولى خطوات دعم الوالدين بطريقة إيجابية، الاهتمام بتلقي اللقاح. وهو إحدى أهم خطوات الوقاية، إضافة إلى الخطوات الوقائية الأخرى من انتقال عدوى الأمراض الفيروسية للجهاز التنفسي بالعموم. وما يساعد في نجاح الأمر أن يكون الوالدان والإخوة والعمالة المنزلية من مكتملي التحصين بتلقي جرعتي اللقاح، ما يُكوّن بالجملة بيئة مجتمعية مُحصّنة وآمنة. ويجدر تلقيح الأطفال بعمر 12 سنة وما فوق، بتلقيهم جرعتين منه.
وتحت عنوان «كيف يمكن للوالدين المشاركة»، تفيد المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، بأن الأبحاث العلمية تظهر أن مشاركة الوالدين بقوة في متابعة تعليم أطفالهم تُنتج طلاباً يتصرفون بشكل أفضل، ويحصلون على درجات أفضل، ويعملون اجتماعياً بشكل أفضل.
وتشير إلى أهمية مساعدة الطفل في التعامل مع التوتر بطريقة صحية بقولها: «يمكن أن يساعدك التعامل مع التوتر بهدوء وثقة على تقديم أفضل دعم لطفلك وجعله أكثر مرونة». وتوضح ذلك في كيفية مساعدة الأطفال على التأقلم قائلة: «يتفاعل الأطفال والمراهقون جزئياً مع ما يرونه من البالغين من حولهم. عندما يتعامل الوالدين مع (كوفيد – 19) بهدوء وثقة، يمكنهم تقديم أفضل دعم لأطفالهم. ويمكن للوالدين أن يكونوا أكثر طمأنة للآخرين من حولهم، خصوصاً الأطفال، إذا كانوا مستعدين بشكل أفضل. والحد من تعرضهم للتغطية الإخبارية للحدث، لأن الأطفال قد يُسيئون تفسير ما يسمعونه ويمكن أن يخافوا من شيء لا يفهمونه».
ويجدر اهتمام الوالدين بتزويد أبنائهم بمستلزمات الوقاية الشخصية: مثل الكمامات و«الجل» الكحولي الجيبي، حسب سن الطفل وقدرته على الاستفادة منها واستيعابه لأهميتها وكيفية استخدامها. وتوفير مستلزمات الطالب الشخصية التي تغنيه عن الاحتياج للأدوات من الغير في المدرسة.

2- سلوكيات صحية

التغذية اليومية الجيدة. ودور الوالدين محوري في تحقيق الاهتمام والحرص على تلقي الأطفال والمراهقين للتغذية الجيدة. وهي الغنية بالفواكه والخضار والأطعمة البروتينية كالبيض واللحوم الخالية من الشحوم، ومشتقات الألبان، والحبوب الكاملة غير المقشرة، واستخدام الدهون الصحية في عمليات الطهو. إضافة إلى تناول وجبات الطعام الرئيسية والوجبات الخفيفة في أوقاتها الطبيعية وبمكونات صحية في كمية طاقة السعرات الحرارية وفي تنوع المنتجات الغذائية الصحية.
وتنبه المصادر الطبية إلى أن وجبة الإفطار يجب أن تحتوي على النشويات والفواكه والبروتينات والخضراوات، حيث تساعد في زيادة النشاط والتحصيل العلمي، لأنها وجبة تُمد الجسم بالعناصر التي يحتاجها الطالب قبل بدء ساعات التركيز الذهني في التحصيل العلمي. ويجب تعويد الطلبة على تناول الإفطار في المنزل قبل الذهاب إلى المدرسة. ويفضل تنوع إعداد طعام الإفطار قدر الإمكان مع الحرص على الاحتفاظ بالقيمة الغذائية. كما أن تناول وجبة الإفطار يساعد الطلبة في تنظيم أوقات تناول الوجبات الثلاث اليومية. وعند إهمال تناول وجبة الإفطار فإنه يصبح أكثر عرضة للسمنة، والشعور بالخمول، وسرعة الإحساس بالتعب، وقلة الرغبة في الدراسة، وقلة الاستيعاب والتفاعل الذهني والإجهاد العقلي.
كما ينصح بتناول كأس ماء عند الاستيقاظ من النوم، والحرص على تناوله خلال ممارسة النشاط المدرسي. وينصح باقتناء قارورة الماء المدرسية القابلة لإعادة التعبئة وإغلاقها بإحكام، ما يساعد في التذكير بشرب الماء باستمرار وبمصاريف أقل.
3- النوم الليلي الكافي.
وفق ما تشير إليه المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن الطفل ما بين عمر 3 و5 سنوات يحتاج إلى 10 : 13 ساعة نوم كل 24 ساعة (بما فيها القيلولة أثناء النهار). والطفل في سن المدرسة من 6 إلى 12 سنة يحتاج إلى 9 : 12 ساعة نوم (بما في ذلك القيلولة). وفي سن المراهقة من 13 إلى 18 سنة، يحتاج إلى 8 : 10 ساعات نوم لكل 24 ساعة. وتضيف: «على الرغم من أهمية مقدار النوم الذي تحصل عليه كل يوم، فإن نوعية النوم الجيدة ضرورية أيضاً. ويمكن تحسين جودة النوم من خلال تحسين عادات النوم».
وتحت عنوان «هل يحصل أطفالك على قسط كافٍ من النوم؟»، تضيف المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها قائلة: «هذه النصائح للوالدين في مساعدة الطفل على النوم الجيد:
– قم بتعيين أوقات النوم والاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع.
– حافظ على غرفة النوم هادئة ودرجة حرارة مريحة.
– قم بإزالة الأجهزة الإلكترونية من غرفة النوم.
– تأكد من أن الأطفال نشيطون أثناء النهار حتى يتمكنوا من النوم في الليل.
– كن أنت نموذجاً جيداً لسلوكيات النوم أمام الأطفال.
– قراءة قصة قبل النوم.
– أطفئ الأنوار وقت النوم».
4- ممارسة الرياضة البدنية. والوالدان بإمكانهم مساعدة الطفل والمراهق في العثور على الأنشطة الرياضية المناسبة لهم، والمكان الملائم لمزاولتها. ويقول المتخصصون الصحيون في «مايو كلينك»: «أتريد منح طفلك بداية متقدمة للياقة بدنية دائمة؟ فكِّر في رياضات الأطفال والأنشطة البدنية الأخرى المخصصة للأطفال. بدعمكَ وتشجيعكَ هناكَ احتمال لأنْ تَجذب بعضُ الرياضات اهتمام طفلك. أشعِل هذا الاهتمام عن طريق اصطحاب طفلك للمناسبات الرياضية المحلية أو شاركه اهتماماتك الخاصة في الرياضة والتمارين الرياضية».
وتحت عنوان «مراعاة الأنشطة الملائمة للفئة العمرية»، يضيفون: «من المحتمل أن يُظهر طفلك تفضيلاً ما لبعض الألعاب أو الأنشطة الرياضية. فابدأ من هذه النقطة، مع الوضع في الاعتبار دائماً الفئة العمرية لطفلك ومدى نضجه وقدراته. وكلما تقدم الأطفال في العمر، تطورت قدرات الإبصار لديهم، ومُدة انتباههم، واتساقهم الحركي، ومهارات حركتهم البدنية. كما يصبحون أكثر قدرة على اتباع الإرشادات. وعند مقارنة الرياضات، ضع في اعتبارك ما يلي:
– ما مدى استمتاع طفلك بالنشاط؟
– هل هذه الرياضة تؤكد تنمية المهارات المناسبة للفئة العمرية؟
– كيف يمكنني مساعدة طفلي في استكشاف خيارات مختلفة ومجموعة متنوعة من الأنشطة؟».
وتشمل الرياضات والأنشطة التي قد تكون مناسبة للفئة العمرية من ست إلى تسع سنوات ما يلي: كرة القدم، الجري، السباحة. وخلال الفئة العمرية من 10 إلى 12 سنة، يصبح لدى الأطفال قدرة على فهم واسترجاع الاستراتيجيات الرياضية، وعادةً ما يكون أولئك الأطفال مستعدين لاكتساب المهارات الرياضية المعقدة والمشتركة، مثل: كرة القدم، وكرة السلة، والكرة الطائرة.
* استشارية في الباطنية



مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى